اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
52365 مشاهدة
الإيمان بعلو الله تعالى وبقربه

...............................................................................


كذلك أيضا ذكر مذهب أهل السنة والجماعة, وسلف الأمة, مذهبهم: الإيمان بأن الله تعالى فوق عباده, وأنه هو العلي الأعلى, وأنه على العرش استوى, وعلى الملك احتوى, يؤمنون بذلك, ويستدلون بالأدلة الصريحة, آيات الاستواء التي ذكر الله أنه استوى على العرش, وكذلك آيات العلو التي ذكر الله أنه هو العلي, و هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا وآيات الرفع وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وآيات العروج تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ والعروج يكون إلى فوق, وآيات الفوقية يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ يؤمن أهل السنة ورجال سلف الأمة بأن الله تعالى فوق عباده، ويؤمنون بأنهم عبيد ملكه, وأنه يعلم أحوالهم, ويطلع عليهم, ولا يخفى عليه شيء من أحوالهم, فهو بهم عليم, عليم بأحوالهم, لا يخفى عليه منهم خافية.
كذلك لا شك أن الذي يعتقد هذا مذهب السلف يعرف بعد منهج هؤلاء الصوفية ونحوهم, مذهب السلف الذي هو: الإيمان بعلو الله تعالى وبقربه ومعيته, دليله النصوص التي ذكرت والأدلة، وأما هؤلاء فإنهم إما أن يعتمدوا على هذه الأنواع, وإما أن الشيطان يتلبس بأحدهم, ويقول له: أنا الله, وإما أن قلوبهم تتخيل أن هذا الشخص الذي تراه أنه هو الله, وما أشبه ذلك، وكل ذلك من تخييل الشيطان.
وصل بهم الأمر إلى أن ادعوا أن الله تعالى حل في كل شيء, ويسمون أهل الحلول وأهل الاتحاد, ويدعون أن الله حال في كل الخلق حتى في الحشرات, وحتى في السباع, وفي الكلاب, وفي الخنازير, وما أشبهه, ويدعون أن الله .......